كل مناطق المغرب تتهافت للاحتفاء بإفريقيا عبر خلق أواختلاق أنشطة ثقافية تربوية رياضية وإلصاق كلمة " إفريقيا " عليها. الكل يساهم في دعم( حاليا أكثر من 1000 نشاط يحمل يافطة إفريقيا ) أنشطة لها خلفية افريقية بغض النظر عن حمولتها استجابة لتطلعات الدولة التي جعلت من إفريقيا أهم اهتماماتها منذ انطلاق الزيارات الملكية للبلدان الإفريقية ، والاستثناء في هذا الاهتمام هذا الاحتضان . . . مجلس جهة بني ملال خريبكة خنيفرة الذي تراجع عن دعمه لمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة معلنا بذلك عن معاكسته للتوجهات الملكية التي تعطي لإفريقيا أهمية باعتبار امتداداتها التاريخية وأهميتها الاقتصادية ووحدة القارة الإفريقية ثقافيا ، كما أن المهرجان يحضا بالرعاية الملكية والتي لم يعتبرها مجلس الجهة .
فبعدما استجاب مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة لرهانات الجهوية الموسعة المستحدثة، رهانات جاءت بدخول مدينة خريبكة ضمن جهة بني ملال خنيفرة وهي من الجهات المحدثة منذ 2015 في إطار التقسيم الجهوي الجديد ، فبعد البرمجة السينمائية بالسنة الماضية في إطار الدورة 19 – 2016 والتي شملت إقليمي ( بني ملال ، الفقيه بن صالح ) ، وفي دائرة تطوير هذه التجربة وتوسيع المجال الجغرافي ليشمل مدينة خنيفرة وبني ملال والفقيه بن صالح و خريبكة المدينة المنظمة لمهرجان السينما الإفريقية منذ سنة 1977 .
وسنة 2017 وفي إطار الدورة 20 واحتفالا بذكرى أربعينية سنة للمهرجان كان توسيع الرقعة الجغرافية ليشمل أربع عمالات وذلك من اجل أن تستفيد ساكنتها من شق خاص بالبرمجة العامة للدورة من خلال عروض سينمائية مغربية من ضمنها شريطين بطبيعة محلية فالمخرج عادل عزاب المقيم بايطاليا والذي ولد بالفقيه بن صالح حظر للمدينة وشريط اسمي عادل و الشريط الثاني على طريق الفوسفاط للمخرجين محمد ندراني رفقة مليكة المانوكي .
إن البرمجة السينمائية التي عرفتها المركبات الثقافية لكل من مدينة خنيفرة ، وبني ملال ، والفقيه بن صالح صهر عليها فريق من مديرية الإعلام والتواصل بتغطية الحدث عبر وسائل الإعلام الوطنية والدولية كما أن فريق مديرية البرمجة والتنشيط للمهرجان تنقلوا لعين المكان للسهر على السير العادي للبرمجة خلال ساعتها ومكانها المعلن عنه ، العملية خصصت لها ميزانية مالية ، وخصص لها اتصالات بدء من مجلس الجهة الذي يعتبر عضوا بالمجلس الإداري لمؤسسة مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة بالإضافة إلى الجهات الأخرى التي لها علاقة بالأنشطة .
والأكيد أننا نعيش في مغرب المؤسسات وليس مغرب النزوات والمواقف الفر دانية ،فمن خلال شراكة محدودة الآجال تم دعم الدورة 19 . فمن خلال شراكة طويلة الآماد . شراكة مؤسساتية خاضعة لشروط والتزامات الطرفين المتعاقدين ( مؤسسة المهرجان ومجلس الجهة ) وليس لنزوات وأهواء أشخاص وحسابات سياسوية ضيقة . . .
إن تجاهل الوعود والالتزام الذي قدمته الجهة للمهرجان ليس باعتبارالجهة شريكا مبدئيا وإنما باعتبارها عضوا بالمجلس الإداري لمؤسسة المهرجان ،الأمر الذي قد خلق إحراجا للمكتب التنفيذي اتجاه الأطراف والجهات المتعاونة معه أو المقدمة للخدمات ، وهذا وكل الأمل أن يكون الخلل قابل للتصحيح وإعادة الأمور إلى نصابها وتنفيذ الالتزامات والوعود أدبيا ، ومبدئيا و استراتيجيا الدفع بعجلة الدبلوماسية الموازية التي يقوم بها مهرجان السينما الإفريقية لأكثر من أربعين سنة.